الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
88106 مشاهدة
السحر

قال المؤلف رحمه الله: فصل في بيان حقيقة السحر وحد الساحر وأن منه علم التنجيم وذكر عقوبة من صدق كاهنا .
والسحـر حـق ولـــه تـأثيـر
لكن بمــا قـــدره القديــر
أعني بذا التقــدير ما قد قــدره
في الكون لا في الشرعة المطهرة
واحكم علـى الســاحر بـالتكفير
وحـده القتـــل بلا نكيــــر
كما أتى فـي السـنة المصـرحـة
مما رواه الـترمذي وصحـحــه
عـن جنـدب وهكــذا فـي أثــر
أمر بقتلهـم روى عـن عمـــر
وصح عـن حفصـة عنـد مـالك
ما فيـه أقـوى مرشـد للسـالك
هذا ومـن أنواعـــه وشـعبـه
علم النجـوم فـادر هـذا وانتبـه
وحلـه بالوحي نصـــا يشـرع
أما بسحـــر مثــله فيمــنع
ومن يصـدق كاهنـا فقـد كفـر
بما أتـى بـه الرسـول المعتـبر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه.
السحر في اللغة: عبارة عن ما خفي ولطف سببه يعني الأشياء الخفية الرقيقة التي تخفى على الناظر، ومنه سمي آخر الليل سحرا في قوله تعالى: إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ؛ وذلك لخفائه غالبا، ومنه سميت الرئة سحرا في قولهم: انتفخ سحره؛ وذلك لخفائها ودقتها.
تعريف السحر أنه: عقد ورقى ونفث يتوصل بها الساحر إلى إضرار غيره؛ فمنه ما يقتل، ومنه ما يُمرض، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وسمي بذلك؛ لأن الساحر يعمل سحره بخفية وبدقة وبخفاء.